آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أفضل تلخيص لمؤلف ظاهرة الشعر العربي الحديث





ظاهرة الشعر العربي الحديث 





تقديم:

مؤلف ظاهرة الشعر الحديث هو عبارة عن دراسة نقدية للكاتب المغربي أحمد المعداوي المجاطي الشاعر والباحث المغربي الكبير وهي عبارة عن رسالة جامعية تقدم بها الكاتب لنيل دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي وتعد من الدراسات الأولى التي انشغلت بموضوع التجربة الشعرية الجديدة التي أطلق عليها الكاتب مصطلح الشعر الحديث
وقد تضمن الكتاب أربعة فصول :


الفصل الأول : التطور التدريجي للشعر العربي

يستهل الناقد هذا الفصل  بالإشارة إلى أنّ تطوّر الشعر العربي مرتبط بأمرين هما: الحرية، والانفتاح الثقافي، ويبرز أنّ الشرط الثاني كان متحققا في العصر العباسي وفي الأندلس، لكن حرية الشاعر كانت مقيّدة من قبل النقاد واللغويين الذين قيّدوا الشاعر بمجموعة من الأسس والأمور التي جعلته يبدع حسب شروط محددة. ويشير بعد ذلك إلى أنّ الشعر العربي الحديث عرف حركتين تجديديتين هما حركة سؤال الذات التي أحدثت تغييرا نسبيا، وحركة الشعر الحديث التي قامت بتغيير جذري وعنيف.

وفي القسم الأول من الفصل الأول والذي بعنوان( نحو مضمون ذاتي) يبين الناقد دور مدرسة سؤال الذات في إعادت الاعتبار لهموم الشاعر وذاته التي همّشتها مدرسة إحياء النموذج التي انشغلت بمحاكاة القدماء في لغتهم وأسلوبهم ومضمونهم، هذا المضمون الذي حرص شعراء سؤال الذات على التجديد فيه بجعله غنائيا ذاتيا، وتتوزع مدرسة سؤال الذات إلى مدارس ثلاثة:

مدرسة الديوان: ساهمت في  نشأتها التحولات الاجتماعية في المجتمع المصري، والتلاقح الفكري مع الحضارات الغربية، وتقوم هذه المدرسة على فكرة أنّ الشعر وجدان، ويختلف مفهوم الوجدان من شاعر إلى آخر؛ فهو عند العقاد مزيج من الفكر والشعور، وعند المازني هو ما تفيض به النفس من عواطف، وعند شكري ينحصر في التأمل في الذات.
مدرسة الرابطة القلمية (شعراء المهجر): حاولت هذه المدرسة أن توسّع في مفهوم الوجدان لكن فشلت في ذلك، حيث انحصر شعر المنتسبين إليها في الهروب إلى الطبيعة  والتأمل في الذات ، والاعتصام بالخيال.
مدرسة أبولو: يرى شعراء هذه المدرسة أنّ الذات هي مصدر الشعر، لذلك نجدهم ينطلقون من تجاربهم الذاتية ليعبروا عنها، ونستحضر هنا ابراهيم ناجي الذي كان شعره نتيجة للظمأ إلى الحب، والشابي الذي كان مرضه وإحساسه بالنهاية سببا في ما أبدعه من شعرٍ، وكان فشل الصيرفي في الحب هو الدافع إلى إبداع أشعار يتغنى فيها بتجربته، كما سادت نبرة اليأس في أشعارهم وشاع الهروب إلى الطبيعة.

فانحصار شعراء التجربة الذاتية في نفس المضامين ، جعل اشعارهم تدور في دائرة واحدة، مما عجّل بنهاية التجربة.

وفي القسم الثاني، والذي بعنوان ( نحو شكل جديد) يبرز الناقد التجديد الذي عرفه الشعر الرومانسي على صعيد الشكل، فاللغة صارت ليّنة شفّافة بعيدة عن الفخامة والجزالة، أمّا الصورة فصارت نابعة من التجربة الذاتية ورؤية الحياة، أما الإيقاع فعمل الشعراء على التجديد فيه نسبيا من خلال المزج بين بحرين أحيانا وبين قافيتين أو أكثر.

الفصل الثاني: تجربة الغربة والضياع

يبين الناقد في بداية الفصل أنّ نكبة فلسطين، ساهمت في تمتع الشعراء بحرية أكبر، إلى جانب الانفتاح على بحار المعرفة مما جعل الشاعر يثور على البنية التقليدية للقصيدة، وانطلق شعراء التجربة الحديثة من مفهوم جديد للشعر يعتبر الإبداع وسيلة لاكتشاف الإنسان والعالم، لذلك اقتنعوا بأن المضامين الجديدة تحتاج إلى شكل جديد، ومن أبرز هذه المضامين تجربة الغربة والضياع التي ساهمت في ظهورها عوامل متعددة من بينها: التأثر بقصيدةة إليوت (الأرض الخراب)، والتأثر بأعمال بعض الروائيين والمسرحيين الوجوديين، وعامل المعرفة، إضافة إلى بيئة الهزيمة التي ترعرع فيها هذا الشعر.

ولتجربة الغربة والضياع تجليات متعددة أشهرها: الغربة في الكون، والغربة في المدينة، والغربة في الحب، والغربة في الكلمة…

وإذا كان الشاعر الحديث قد عانى مرارة الهزيمة ، فإنه بالمقابل سعى إلى تجاوز الواقع واستشراف المستقبل من خلال تجربة الموت والحياة.

الفصل الثالث: تجربة الموت والحياة

تأرجح الواقع العربي بين الهزيمة والانتصار، بين الأمل واليأس، وهكذا كان الشاعر العربي يتأرجح بين  إيقاع الأمل وإيقاع اليأس، وإذا كانت تجربة الغربة مشدودة إلى الواقع والحاضر، فإن تجربة الموت والحياة مشدودة إلى المستقبل.

ولقد استفاد الشاعر الحديث من اتساع معرفته في التعبير عن الواقع المتأرجح بين الموت والحياة، موظفا أساطير الموت والحياة، وكان لكل شاعر طريقته في محاكاة الواقع والتعبير عنه، فإذا كان أدونيس يؤمن بتحول الحضارة العربية عبر الحياة والموت من خلال توظيف أسطورة الفنيق، فإن خليل حاوي يعتمد مبدأ المعاناة ويفقد الأمل في ولادة فجر جديد، ومن ناحية أخرى يرى السياب أن الخلاص لا يكون إلا بالموت والفداء والتضحية، فيما يتأرجح البياتي بين جدلية الأمل واليأس.

وإذا كان الشعر الحديث قد عبّر عن الواقع واستشرف المستقبل فإنه بقي بعيدا عن التأثير في الجماهير العربية، ويرى الكاتب هناك عوامل كثيرة ساهمت في هذا النفور، منها السياسية، ومنها الثقافية، ومنها ما هو ديني، ويرى أن العامل الفني والجمالي المرتبط بالشكل الجديد للقصيدة الحديثة هو السبب الرئيسي وراء نفور الجماهير العربية من الشعر الحديث.

الفصل الرابع: الشكل الجديد

جدّد الشعرء  الحداثيين في شكل القصيدة لغة، وتصويرا، وإيقاعا، فمن حيث اللغة أصبحنا أمام لغات متعددة تختلف باختلاف تجربة الشاعر، فعند السياب نجد اللغة الفخمة ذات النفس التقليدي، وعند أمل دنقل نجد اللغة القريبة من اللغة الحية، اما أدونيس فلغته تتميز بالخرق المنطقي والانزياح.
ومن ناحية التصوير أصبحت الصور الشعرية نابعة من التجربة، ووسع الشعراء في أفقها بأن احتوت الرمز والأسطورة.

أما الإيقاع فكان التغيير فيه أظهر، حيث غير الشعراء نظام الشطرين بالأسطر، ونظام البحر بالتفعيلة، كما اعتمدوا على قوافي امتعددة، وفضلوا البحور الصافية على المختلطة.

ويرى الناقد في النهاية أنّ عامل الحداثة في الأساليب هو السبب في غموض الشعر الحديث.


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

دنيا التعليم

2016