آخر الأخبار

جاري التحميل ...

طريقة تحليل قصيدة سؤال الذات(القصيدة الرومانسية)


منهجية سؤال الذات أو الرومانسية


         جاء تيار سؤال الذات ليقوم بتغيير القواعد والمضامين التي احتوتها المدرسة التقليدية معلنا في ذلك رفضه التام للعاداة والتقاليد الإجتماعية والابداعية التي ترسخت مع مرور الزمن وأصبحت حائلا دون تطور المجتمع وسعادة أفراده ، وقد تميز هذا التيار الوجداني بميله بشكل مفرط في تمجيد ذات الفرد وتقديسها ونفض الغبار على هذه الذات التي لقيت تهميشا من المدرسة التقليدية  ليعيد الاعتبار لها ويعتبرها منبع ومنطلق التفكير الابداعي ،حيث ظهر العديد من الشعراء الذين كان لهم الفضل في انتشار وتوسع هذا التيار في الأقطار العربية ومن أبرز رواد.هذا التيار..جبران خليل جبران،إيليا أبو الماضي... )ويعتبر صاحب القصيدة التي بين أيدينا الشاعر (اكتب الشاعر) ا  من بين أبرز رواد هذا التيار ، والذي ترك بإبداعاته بصمة قوية كان لها وقع إيجابي على هذا التيار والدفع به إلى الأمام، ومن خلال قراءتنا لعنوان القصيدة الماثلة أماننا نجدها معنونة ب (أكتب العنوان) فالعنوان يوحي لنا دلاليا (شرح العنوان) ونجد الفرضيات التي تطرح نفسها هي ربما الشاعر سوف يتحدث في هذه القصيدة عن (،،،،،،،) أو ربما عن (،،،،،،،،) هذه التصورات التي طرحناها جعلتنا نطرح العديد من التساؤلات وهي
_ ماهو الموضوع الذي تدور حوله القصيدة؟
_ ماهي الثوابت الفنية والموضوعية التي اعتمدها الشاعر في قصيدته؟
_ مامدى تمثيل القصيدة للتيار الذي تنتمي إليه؟
      بعد قراءتنا المتأنية للقصيدة يظهر أن مضمونها يتناول فيه الشاعر ( موضوع القصيدة ) يظهر أن مضمون القصيدة من المضامين التي تطرق والوقوف اليها من طرف  الشعراء الرومانسيون في قصائدهم مخلدين وممجدين الذات باعتبارها المنبع الأساسي والمصدر الأول والأخير للإبداع وذلك ما تظهره هذه القصيدة التي يبدوا فيها الشاعر حائرا متوترا قلقا فهذه الصفة لطالما هيمنت على الشعراء الرومانسيين، وقد وجد الشاعر نفسه في مضمونه هذا مرغما بالإستنجاد بحقلين دلاليين أولهما حقل دال على (الحقل الأول) وفيما يخص الألفاض الدالة على ذلك (الألفاض الدالة على الحقل الأول) و الحقل الثاني الدال على ( الحقل الثاني) وفيما يخص الألفاض الدالة على ذلك ( الألفاض الدالة على ذلك) بعد جردنا لهذه الحقول الدلالية في القصيدة يظهر أن الحقل المهيمن هو الحقل الدال على (الحقل المهيمن) ويظهر كذلك أن هذين الحقلين تجمع بينها علاقة تقوم على (التفاعل، التنافر،الانسجام،،،،) لرغبة الشاعر في توضيح موضوع القصيدة و تسليط الضوء على جزئياته و التجربة الفريدة من نوعها التي خاضها الشاعر وحتى اللغة المستعملة هي لغة واضحة سهلة بعيدا عن اللغة المحضة القوية التي تميزت بها القصيدة التقليدية  لكن هذه الجزئيات لا تكتمل إلا من خلال الصور البلاغية الموظفة في القصيدة حيث نجد الإستعارة من خلال قول الشاعر في البيت (أكتب البيت الشعري هنا ) و كذلك التشبيه من خلال قوله (التشبيه في القصيدة) كما وظف المجاز (،،،،،،،) وكذلك الكناية (،،،،،،،) لا تكتمل الصورة في هذة القصيدة إلا بانسجام هذه العناصر وتفاعلها لتعطينا في النهاية تلك اللوحة الفنية الجديدة والسحرية التي تميزت بها المدرسة الرومانسية عن باقي المدارس الأخرى هذا من حيث الصورة الشعرية أما من حيث الإيقاع الخارجي فالقصيدة جاءت على بحر (البحر) الذي يعتبر من البحور القادرة على حمل المضامين الرومانسية لحيويته ومرونته مع المضامين الجديدة التي جاءت بها الرومانسية وكذلك الروي فقد جاء (موحد أو مختلف) والقافية كذلك جاءت (موحدة أو مختلفة) هذا من حيث الإيقاع الخارجي أما الإيقاع الداخلي فيقوم على التكرار حيث نجد تكرار الكلمات (،،،،،،،،) و تكرار المرادفات (،،،،،،،،) وتكرار الحروف (،،،،،،) وتكرار الصيغ (،،،،،،،) يحدث هذا التكرار تناغما وإنسجاما سحريا في القصيدة بحيث لايمكن للقارئ أن يمر على القصيدة دون الإصطدام وتذوق الحلاوة التي تضيفها للقصيدة  ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أن القصيدة الماثلة أمامنا تنتمي الى تيار الذاتي الذي عمل روادها على تجاوز الرتابة والجمود في القصيدة التقليدية كما أن الشاعر قد وظف في قصيدته مجموعة من الأساليب تتفرع بين الأسلوب الإنشائي من خلال قول الشاعر (،،،،،،،) والأسلوب الخبري من خلال قول الشاعر (،،،،،،،،،،،،،،) ويظهر هيمنة واضحة للأسلوب (أكتب الأسلوب المهيمن ،الخبري أو الإنشائي ) وذلك لرغبة الشاعر الملحة في تبليغ موضوعه للمتلقي عبر هذه القصيدة  فيكون بذلك شاعرنا قد قام بقصيدته هذه بزحزحة القصيدة التقليدية وضرب عرض الحائط مضامينها الجامدة والمتكررة وخلق جو جديد يمتاز بالحيوية والمرونة كما وظف الشاعر في قصيدته هذه بعض الضمائر حيث نجد الضمير المتكلم (،،،،،،،) والضمير الغائب (إذا وجد ) والضمي المخاطب (إذا وجد)
           وبعد تحليلنا الدقيق لهذه القصيدة يمكن القول أن هذه القصيدة قد مثلت تيار سؤال الذات أحسن تمثيل وذلك لتطرقها لمواضيع جديدة خارقة للمألوف وغير معهودة..فقد جسدت  خصائص مدرسة سؤال الذات التي تمثلت في تقديس الذات ..وبهذا يمكن القول أن صاحب القصيدة يعد  ضمن الشعراء الرومانسيين الذين عملوا بشكل كبير على إعطاء صورة أحسن لهذا التيار الوجداني الجديد.ومثلوه خير تمثيل.     

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

دنيا التعليم

2016